[center]ارق بنفسك
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا إن شاء الله
أحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
موضوع مداخلتنا كما هو معلوم ارقى بنفسك.
مقدمة عامة حول الإرتقاء بالنفس :
بداية ماهو تعريف الارتقاء بالنفس؟
هو ذلك الشيء الذي يميز الإنسان الواعي الذي يفهم سبب وجوده ..
ويعرف كيف يمضي أيامه في هذه الدنيا ..
عن آخرون من البشر الذين يتيهون في الحياة ..
يعني الإبتعاد عن كل ما يعيب نفسك ..
ويأتي لها بالذل والهوان سواء بتفكير .. بفعل .. أوبكلام ..
عندما ترتقي بنفسك ستجد الكثير من الناس الذين مثلك ..
وأيضا الكثير ممن هم أقل منك ..
يعني الابتعاد عن الدخول في التفاهات ..
الابتعاد عن مجالسة أهل السوء ..
الابتعاد عن كل ماهو مشبوه ..
البقاء صامدا في هذه الدنيا .. الكبيرة
لا يهمك ما تسمع .. ولا ما ترى ..
سيقولون عنك إنك لا تفهم .. متخلف .. رجعي ..
قل هذا أنا .. وأنا مقتنع بنفسي ..
أن تبتعد أحيانا وتنسحب بهدوء ..
لأن استمرارك سيقلل قيمتك مع من لا يثمنون القيم ومعانيها ..
قد تكون في تحاور مع من لا يعرفون معنى الحوار وأساسياته ..
وقد تجد صعوبة في نصح من لا يتقبل النصيحة ..
عندها انسحب بهدوء ..فإنك بذلك ترتقي بنفسك ..
أن تتمنى لأخيك المسلم ما تتمناه لنفسك ..
وهذا من أعظم درجات الارتقاء
الارتقاء بالنفس هوأن تعرف أنك إنسان مخلوق..
قيمة الإنسان دوما تكون من عظمة الخالق فقط ..
فخالقك العظيم الذي أعطاك سمعك وبصرك وعقلك وقلبك ..
ليشاهد كيف ستتصرف بهم ..
خالقك العظيم يأمرك بأن ترتقي بنفسك عن كل ما يشوهها ..
من كبائر.. الذنوب .. والمعاصي .. وحتى المكروهات
أن يكون كل مافعلته راضيا عنه ..
ولا تندم على شيء عملته في ليلة تعض أصابع الندم عليه ..
الارتقاء بالنفس يجعلك سعيداً متلائما مع نفسك وذاتك ..
بلا خلافات ولا شكوك ولا أمنيات لا تحقق ..
أن تتخذ وعداً على نفسك بأن تكون عند حسن ظن من يحبك ..
ويود في أن تكون دائما الأفضل والأصلح والأنجح ..
الارتقاء بالنفس دوما ما تكون معادلة صعبة ..
قليلون هم من يدركها ..
ولكن من أدركها يستحيل أن يتركها .
أن تعلم أنك مخلوق لاحول ولاقوة لك
وعظمتك وهيبتك هي من خالقك فقط
وهدفك في الحياة أن تنال رضا الرحمن
ورضى الله دوما سيكون في مصلحتك دينا ودنيا وصحة وحياة
هل هناك أعظم وأقدر من خالقك.
رضا الرب أن ترتقي بنفسك عن كل ما يهينها فعلا وقولا..
وبارتقائك هذا سوف تنال ثوابك في دنياك وأخراك ..
لاشك أننا لاحظنا جميعا المعاني الواسعة التي يتضمنها الارتقاء بالنفس والتي يصعب الإلمام بها في موضوع واحد. ومع ذلك أردناها أن تكون تذكيرا لنا ولكم واستنهاضا للهمم.
إجمالا نستطيع حصر معنى الارتقاء بالنفس في التميز في الفهم والسلوك والأخلاق والمعاملات.
1. ظاهرة انتشار الكنيات واختزال الأسماء في المجتمع الدلدولي:
نقصد بالكنيات هي تلك الألقاب والتسميات التي تطلق على شخص معين فضلا عن لقبه العائلي واسمه الحقيقي أو اسمه الثنائي (الإبن+الأب) أو الثلاثي (الإبن+الأب+الجد) وعادة ما تكون مذمومة أو سيئة.
أما اختزال الأسماء فهو الانتقاص من أسماء الأشخاص عند منادتهم أو التحدث عنهم. كعبقادر، قادة، وقريبا عبد القا بالنسبة لعبد القادر ودحمان، داحمان بالنسبة لعبد الرحمان وبوله، دوله، بلا بالنسبة لعبد الله و مجيد، حميد، حفيظ، كريم على التوالي بالنسبة ل ع المجيد، ع الحميد، ع الحفيظ وكل هذه الأخيرة هي من أسماء الله تعالى.
ولا يختلف أمر النساء عن هذا كثيرا. وعلى سبيل المثال نجد باكة، بوكة (مبروكة) ، وميمي (مريم)، وفاطنة (فاطمة)...
ولما كانت هذه الظاهرة وخاصة الشق الأول منها مرتبط بنصوص صريحة في الكتاب والسنة وجب التعريج على بعض هذه النصوص والوقوف عند ظاهرة التنابز بالألقاب.
1.1 التنابـز بالألقــاب :
التنابز بالألقاب من الامور السيئة المنهي عنها لما تحدث من عداءات وكراهية بين الناس حيث أن الانسان يكره أن يشار اليه باسم أو وصف سيء أو لقب قبيح مثل أن يشار للفقير بالشحات أو الشحاد والمتسول أو أن يعير الانسان بشيء قبيح ليس فيه أو لا علاقة له به وغير ذلك كثير.
يقول الله تعالى (( في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))
و قال صلى الله عليه وسلم :
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
وورد في تفسير ابن كثير :
وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أي لا تلمزوا الناس) . والهماز واللماز من الرجال مذموم ملعون .. كما قال تعالى : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)
الهماز بالقول ، واللماز بالفعل يعني يزدري بهم وينتقص بهم . ومن ذلك قوله تعالى : ( هماز مشاء بنميم ) . قال ابن عباس : همزة لمزة : طعان معياب .
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : ( وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أي لا يطعن بعضكم على بعض ، وقوله : ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) أي لا تداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها .
قال الإمام أحمد : عن الشعبي قال : حدثي أبو جبيرة الضحاك ، قال : فينا نزلت في بني سلمة ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا واحداً منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت : ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) . رواه أبو داود)
ثم قال سبحانه : ( بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ ) أي بئس الصفة والاسم الفسوق ، وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتناعتون بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه ( وَمَن لَّمْ يَتُبْ ) أي من هذا ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
لهذا .. الإسلام يريد من الإنسان أن يكون صالحاً في نطقه ، ومهذباً في كلامه ، لا فحش ولا لغو ولا عبث ، بل نطق صائب مهذب حتى مع أعدائه .
فالكلمة الطيبة لها أثر كبير وعظيم .. بعكس الكلمة السيئة التي يستمر أثرها لزمن طويل .. وخاصة تلقيب الشخص بلقب قد يلازمه طيلة حياته .. حتى لو تاب ذلك الشخص وعاد إلى رشده ..
2.1 الكنية في العهد الإسلامي الأول :
كانت الكنية موجودة في صدر الإسلام. فكان الرجل يكنى باسم ولده والمرأة تكنى باسم بنتها: فيقال أبا عمر وأم أيمن وغيرها. وحتى الذين لم يكونوا متزوجين كانوا يكنون بمثل هذه الكنيات.
وما نراه اليوم من استعمال لهذه الكنيات في أوساط بعض الجماعات فهو فعل حميد. لأنهم يحاولون بهذا أن يقتدوا بالصحابة رضوان الله عليم. ولذلك لا ينبغي علينا أن نستهزأ بهم أو ننكر عليهم.
لكن شتان بين هذه الكنيات الحميدة والمحبذة والتي لا تعبر إلا عن الإحترام والتقدير لصاحبها، وبين كنياتنا المذمومة وغير المحبذة والتي لا تعبر إلا عن السخرية والإستهزاء بصاحبها في الغالب الأعم.
3.1 الاستعمار الفرنسي والألقاب الجزائرية :
لقد استعمل الاستعمار الفرنسي في حربه ضد الجزائر والجزائريين الألقاب وسيلة لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية. فأما المكاسب المادية فتمثلت في الإستيلاء على الأراضي والممتلكات، وأما المعنوية فتمثلت في طمس الهوية الجزائرية وتحطيم معنويات الجزائريين كما يقول الدكتور يحياوي.
ويضيف هذا الأخير أن الاستعمار ألصق ألقابا بالجزائريين نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية فيه، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات ولأدوات الطهي.
لكن المهم في كل هذا، إذا كانت للاستعمار الفرنسي أهدافاً من وراء تلك الألقاب المشينة فهل نقارن أنفسنا به ثم ما هي أهدافنا من وراء الألقاب التي نطلقها على بعضنا البعض؟ ومن ناحية أخرى علينا أن نقارن بين الكنيات المتداولة بيننا وبين الألقاب التي استعملها المستعمر لكي نقيم أنفسنا.
لعل استيفاء موضوع ما بالدراسة والبحث لا ينتهي عند تشخيص الداء وتحديد مواطن الخلل وإنما يكون باقتراح العلاج والعلاج المقترح لظاهرة انتشار الكنيات واختزال الأسماء هو احترام الغير.
4.1 احترام الغير:
يشمل هذا الاحترام الجميع. ومن هنا فإننا ندعوا جميع شرائح وفئات المجتمع إلى تبادل الاحترام فيما بينهم.
1. احترام المتمدرسين لمعلميهم ومدرسيهم:
هناك أدلة وشواهد كثيرة يمكن ذكرها في هذا الباب منها :
من علمك حرفا صرت له عبدا.
قم للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا.
العلم بلا أخلاق كالشجرة بلا أوراق.
2. رحمة الصغير وتوقير الكبير :
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا " يَعْنِي حَقَّهُ ".
ولعل من الرحمة بالصغير أن لا نلصق به لقب معين، ولا نلقبه بلقب ليس بلقبه ولا ننقل إليه ألقاب آخرين.
ولعل من توقير الكبير احترامه والتأدب معه وعدم تسميته بغير اسمه أو لقبه.
كما ورد في الحديث دعوة إلى إجلال العلماء دون كبارا أو صغارا.
3. الاحترام المتبادل بين الزملاء والأقران :
من هذا الاحترام أن نتوقف عن تلقيب زملائنا وأقراننا أو تسميتهم بألقاب أو أسماء غير حميدة.
4. دعوة عامة :
1. إلى الذين يخترعون الكنيات ويختزلون الأسماء :
لتكفوا عن هذا الفعل ولتعلموا أنكم ترتكبون جرما كبيرا بفعلكم هذا. وأنما تفعلونه هو سنة سيئة وأنتم مؤاخذون ومحاسبون عليها يوم القيامة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزراه ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
2. إلى مطلقي الكنيات والأسماء المختزلة
لتعلموا أن ما تفعلونه منهي عنه شرعا وتؤاخذون عليه يوم الحساب. وليست العبرة بأن ذلك الشخص يقبل تلك الكنية أو ذلك الإسم المختزل. إن كنتم تجهلون فالإن أنتم تعلمون. والقول بأننا متعاودون ليس مبررا وإنما الحل هو العزم والإرادة.
3. إلى المستهدفون بالكنيات والتسميات
لتنبهوا الآخرين عن خطر ما يقومون به والبداية تكون في رفض تلك الكنيات والتسميات المذمومة والمنتقصة.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا إن شاء الله
أحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
موضوع مداخلتنا كما هو معلوم ارقى بنفسك.
مقدمة عامة حول الإرتقاء بالنفس :
بداية ماهو تعريف الارتقاء بالنفس؟
هو ذلك الشيء الذي يميز الإنسان الواعي الذي يفهم سبب وجوده ..
ويعرف كيف يمضي أيامه في هذه الدنيا ..
عن آخرون من البشر الذين يتيهون في الحياة ..
يعني الإبتعاد عن كل ما يعيب نفسك ..
ويأتي لها بالذل والهوان سواء بتفكير .. بفعل .. أوبكلام ..
عندما ترتقي بنفسك ستجد الكثير من الناس الذين مثلك ..
وأيضا الكثير ممن هم أقل منك ..
يعني الابتعاد عن الدخول في التفاهات ..
الابتعاد عن مجالسة أهل السوء ..
الابتعاد عن كل ماهو مشبوه ..
البقاء صامدا في هذه الدنيا .. الكبيرة
لا يهمك ما تسمع .. ولا ما ترى ..
سيقولون عنك إنك لا تفهم .. متخلف .. رجعي ..
قل هذا أنا .. وأنا مقتنع بنفسي ..
أن تبتعد أحيانا وتنسحب بهدوء ..
لأن استمرارك سيقلل قيمتك مع من لا يثمنون القيم ومعانيها ..
قد تكون في تحاور مع من لا يعرفون معنى الحوار وأساسياته ..
وقد تجد صعوبة في نصح من لا يتقبل النصيحة ..
عندها انسحب بهدوء ..فإنك بذلك ترتقي بنفسك ..
أن تتمنى لأخيك المسلم ما تتمناه لنفسك ..
وهذا من أعظم درجات الارتقاء
الارتقاء بالنفس هوأن تعرف أنك إنسان مخلوق..
قيمة الإنسان دوما تكون من عظمة الخالق فقط ..
فخالقك العظيم الذي أعطاك سمعك وبصرك وعقلك وقلبك ..
ليشاهد كيف ستتصرف بهم ..
خالقك العظيم يأمرك بأن ترتقي بنفسك عن كل ما يشوهها ..
من كبائر.. الذنوب .. والمعاصي .. وحتى المكروهات
أن يكون كل مافعلته راضيا عنه ..
ولا تندم على شيء عملته في ليلة تعض أصابع الندم عليه ..
الارتقاء بالنفس يجعلك سعيداً متلائما مع نفسك وذاتك ..
بلا خلافات ولا شكوك ولا أمنيات لا تحقق ..
أن تتخذ وعداً على نفسك بأن تكون عند حسن ظن من يحبك ..
ويود في أن تكون دائما الأفضل والأصلح والأنجح ..
الارتقاء بالنفس دوما ما تكون معادلة صعبة ..
قليلون هم من يدركها ..
ولكن من أدركها يستحيل أن يتركها .
أن تعلم أنك مخلوق لاحول ولاقوة لك
وعظمتك وهيبتك هي من خالقك فقط
وهدفك في الحياة أن تنال رضا الرحمن
ورضى الله دوما سيكون في مصلحتك دينا ودنيا وصحة وحياة
هل هناك أعظم وأقدر من خالقك.
رضا الرب أن ترتقي بنفسك عن كل ما يهينها فعلا وقولا..
وبارتقائك هذا سوف تنال ثوابك في دنياك وأخراك ..
لاشك أننا لاحظنا جميعا المعاني الواسعة التي يتضمنها الارتقاء بالنفس والتي يصعب الإلمام بها في موضوع واحد. ومع ذلك أردناها أن تكون تذكيرا لنا ولكم واستنهاضا للهمم.
إجمالا نستطيع حصر معنى الارتقاء بالنفس في التميز في الفهم والسلوك والأخلاق والمعاملات.
1. ظاهرة انتشار الكنيات واختزال الأسماء في المجتمع الدلدولي:
نقصد بالكنيات هي تلك الألقاب والتسميات التي تطلق على شخص معين فضلا عن لقبه العائلي واسمه الحقيقي أو اسمه الثنائي (الإبن+الأب) أو الثلاثي (الإبن+الأب+الجد) وعادة ما تكون مذمومة أو سيئة.
أما اختزال الأسماء فهو الانتقاص من أسماء الأشخاص عند منادتهم أو التحدث عنهم. كعبقادر، قادة، وقريبا عبد القا بالنسبة لعبد القادر ودحمان، داحمان بالنسبة لعبد الرحمان وبوله، دوله، بلا بالنسبة لعبد الله و مجيد، حميد، حفيظ، كريم على التوالي بالنسبة ل ع المجيد، ع الحميد، ع الحفيظ وكل هذه الأخيرة هي من أسماء الله تعالى.
ولا يختلف أمر النساء عن هذا كثيرا. وعلى سبيل المثال نجد باكة، بوكة (مبروكة) ، وميمي (مريم)، وفاطنة (فاطمة)...
ولما كانت هذه الظاهرة وخاصة الشق الأول منها مرتبط بنصوص صريحة في الكتاب والسنة وجب التعريج على بعض هذه النصوص والوقوف عند ظاهرة التنابز بالألقاب.
1.1 التنابـز بالألقــاب :
التنابز بالألقاب من الامور السيئة المنهي عنها لما تحدث من عداءات وكراهية بين الناس حيث أن الانسان يكره أن يشار اليه باسم أو وصف سيء أو لقب قبيح مثل أن يشار للفقير بالشحات أو الشحاد والمتسول أو أن يعير الانسان بشيء قبيح ليس فيه أو لا علاقة له به وغير ذلك كثير.
يقول الله تعالى (( في سورة الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))
و قال صلى الله عليه وسلم :
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
وورد في تفسير ابن كثير :
وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أي لا تلمزوا الناس) . والهماز واللماز من الرجال مذموم ملعون .. كما قال تعالى : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)
الهماز بالقول ، واللماز بالفعل يعني يزدري بهم وينتقص بهم . ومن ذلك قوله تعالى : ( هماز مشاء بنميم ) . قال ابن عباس : همزة لمزة : طعان معياب .
وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : ( وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ) أي لا يطعن بعضكم على بعض ، وقوله : ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) أي لا تداعوا بالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها .
قال الإمام أحمد : عن الشعبي قال : حدثي أبو جبيرة الضحاك ، قال : فينا نزلت في بني سلمة ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فكان إذا دعا واحداً منهم باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت : ( وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ) . رواه أبو داود)
ثم قال سبحانه : ( بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ ) أي بئس الصفة والاسم الفسوق ، وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتناعتون بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه ( وَمَن لَّمْ يَتُبْ ) أي من هذا ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
لهذا .. الإسلام يريد من الإنسان أن يكون صالحاً في نطقه ، ومهذباً في كلامه ، لا فحش ولا لغو ولا عبث ، بل نطق صائب مهذب حتى مع أعدائه .
فالكلمة الطيبة لها أثر كبير وعظيم .. بعكس الكلمة السيئة التي يستمر أثرها لزمن طويل .. وخاصة تلقيب الشخص بلقب قد يلازمه طيلة حياته .. حتى لو تاب ذلك الشخص وعاد إلى رشده ..
2.1 الكنية في العهد الإسلامي الأول :
كانت الكنية موجودة في صدر الإسلام. فكان الرجل يكنى باسم ولده والمرأة تكنى باسم بنتها: فيقال أبا عمر وأم أيمن وغيرها. وحتى الذين لم يكونوا متزوجين كانوا يكنون بمثل هذه الكنيات.
وما نراه اليوم من استعمال لهذه الكنيات في أوساط بعض الجماعات فهو فعل حميد. لأنهم يحاولون بهذا أن يقتدوا بالصحابة رضوان الله عليم. ولذلك لا ينبغي علينا أن نستهزأ بهم أو ننكر عليهم.
لكن شتان بين هذه الكنيات الحميدة والمحبذة والتي لا تعبر إلا عن الإحترام والتقدير لصاحبها، وبين كنياتنا المذمومة وغير المحبذة والتي لا تعبر إلا عن السخرية والإستهزاء بصاحبها في الغالب الأعم.
3.1 الاستعمار الفرنسي والألقاب الجزائرية :
لقد استعمل الاستعمار الفرنسي في حربه ضد الجزائر والجزائريين الألقاب وسيلة لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية. فأما المكاسب المادية فتمثلت في الإستيلاء على الأراضي والممتلكات، وأما المعنوية فتمثلت في طمس الهوية الجزائرية وتحطيم معنويات الجزائريين كما يقول الدكتور يحياوي.
ويضيف هذا الأخير أن الاستعمار ألصق ألقابا بالجزائريين نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية فيه، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات ولأدوات الطهي.
لكن المهم في كل هذا، إذا كانت للاستعمار الفرنسي أهدافاً من وراء تلك الألقاب المشينة فهل نقارن أنفسنا به ثم ما هي أهدافنا من وراء الألقاب التي نطلقها على بعضنا البعض؟ ومن ناحية أخرى علينا أن نقارن بين الكنيات المتداولة بيننا وبين الألقاب التي استعملها المستعمر لكي نقيم أنفسنا.
لعل استيفاء موضوع ما بالدراسة والبحث لا ينتهي عند تشخيص الداء وتحديد مواطن الخلل وإنما يكون باقتراح العلاج والعلاج المقترح لظاهرة انتشار الكنيات واختزال الأسماء هو احترام الغير.
4.1 احترام الغير:
يشمل هذا الاحترام الجميع. ومن هنا فإننا ندعوا جميع شرائح وفئات المجتمع إلى تبادل الاحترام فيما بينهم.
1. احترام المتمدرسين لمعلميهم ومدرسيهم:
هناك أدلة وشواهد كثيرة يمكن ذكرها في هذا الباب منها :
من علمك حرفا صرت له عبدا.
قم للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا.
العلم بلا أخلاق كالشجرة بلا أوراق.
2. رحمة الصغير وتوقير الكبير :
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا " يَعْنِي حَقَّهُ ".
ولعل من الرحمة بالصغير أن لا نلصق به لقب معين، ولا نلقبه بلقب ليس بلقبه ولا ننقل إليه ألقاب آخرين.
ولعل من توقير الكبير احترامه والتأدب معه وعدم تسميته بغير اسمه أو لقبه.
كما ورد في الحديث دعوة إلى إجلال العلماء دون كبارا أو صغارا.
3. الاحترام المتبادل بين الزملاء والأقران :
من هذا الاحترام أن نتوقف عن تلقيب زملائنا وأقراننا أو تسميتهم بألقاب أو أسماء غير حميدة.
4. دعوة عامة :
1. إلى الذين يخترعون الكنيات ويختزلون الأسماء :
لتكفوا عن هذا الفعل ولتعلموا أنكم ترتكبون جرما كبيرا بفعلكم هذا. وأنما تفعلونه هو سنة سيئة وأنتم مؤاخذون ومحاسبون عليها يوم القيامة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزراه ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
2. إلى مطلقي الكنيات والأسماء المختزلة
لتعلموا أن ما تفعلونه منهي عنه شرعا وتؤاخذون عليه يوم الحساب. وليست العبرة بأن ذلك الشخص يقبل تلك الكنية أو ذلك الإسم المختزل. إن كنتم تجهلون فالإن أنتم تعلمون. والقول بأننا متعاودون ليس مبررا وإنما الحل هو العزم والإرادة.
3. إلى المستهدفون بالكنيات والتسميات
لتنبهوا الآخرين عن خطر ما يقومون به والبداية تكون في رفض تلك الكنيات والتسميات المذمومة والمنتقصة.